أبرز مقومات ريادة الإمارات في قطاع الغزل والنسيج

تُعتبر صناعة الغزل والنسيج إحدى أكبر القطاعات في دولة الإمارات، وباتت تشكل أحد أهم موارد الدخل ومصادر فرص العمل. وتصدِّر الدولة المنتجات النسيجية إلى أكثر من 50 بلداً، بالتوازي مع وجود سوق ضخم وقاعدة عملاء واسعة لهذه المنتجات محلياً. ويشهد هذا القطاع نمواً مُضطرداً على مدار السنوات، ويُعزى ذلك بشكلٍ أساسي للمبادرات الحكومية الداعمة، لا سيّما مشروعات تطوير البنية التحتية.

وقد أسهم الطلب المتنامي على الأقمشة عالية الجودة والملبوسات الفاخرة في تعزيز مكانة دولة الإمارات كأحد أبرز أقطاب هذه الصناعة. وتتميّز الإمارات بتنوع مجالات استخدام الأقمشة والمنسوجات، بما في ذلك التأثيث وصناعة الملابس والأقمشة الخاصة بالاستخدامات الفنية والتخصصية والوقائية. وتشكل عجمان وجهةً مفضلة لشركات المنسوجات التي بات العديد منها يتخذ من الإمارة مقراً لأعماله ومُنطلقاً للتوسع إقليمياً. في هذا الإطار، تحتضن «منطقة عجمان الحرة» ما يزيد عن 320 من الشركات في قطاع الغزل والنسيج، متيحةً لها مزاولة أنشطة الاستيراد والتصدير من وإلى مختلف أنحاء العالم بإجراءات مُيسرة وبتكلفة تنافسية.

على سبيل المثال، تُعتبر "التلال للأزياء" إحدى الشركات الرائدة التي نجحت في تنفيذ عملياتها بوتيرةٍ أسرع وبمجهودٍ أقل من خلال الاستعانة بالخدمات الرقمية المتكاملة التي تتيحها منطقة عجمان الحرة. وتشير هذه الشركة إلى أنَّها تمكنت من مواصلة عملياتها بسلاسة خلال الجائحة بفضل بيئة الأعمال المحفزة وأدوات النجاح التي توفرها المنطقة الحرة، بما في ذلك الدعم المالي والاستشاري.

إنَّ دعم منطقة عجمان الحرة لشركات القطاع خلال جائحة (كوفيد-19) شكل ضمانةً لاستمرارية عمل تلك الشركات، وأفسح المجال أمام عودتها إلى مسار النمو. واستطاعت "التلال للأزياء" وغيرها من شركات القطاع الاستمرار في توزيع منتجاتها في أسواق الإمارات السبع، مستفيدةً من المقومات التي تُميّز المنطقة الحرة، لا سيّما موقعها الاستراتيجي الذي يضمن الاتصال بمختلف أنحاء الدولة.

لقد تمكنت دولة الإمارات من ترسيخ مكانتها كوجهةٍ مُثلى للاستثمارات في صناعات الغزل والنسيج، ويأتي ذلك في الوقت الذي تشهد فيه الدول العربية تزايد الطلب الاستهلاكي على الملبوسات وتنامي الإقبال على منصات التجارة الإلكترونية. وتُعزى جاذبية أسواق الإمارات لشركات الغزل والنسيج إلى عوامل عدَّة، من أبرزها الاستقرار الاقتصادي الذي تنعم به الدولة؛ وخبرة وحرفية القوى العاملة وتنافسية تكلفتها؛ والانخفاض الكبير في رسوم الاستيراد وضرائب الشركات.

-انتهى-