حاز مفهوم المنطقة الحرة على مدار الأعوام الماضية زخماً كبيراً في مناطق آسيا والشرق الأوسط وإفريقيا. ويعود تأسيس أول منطقة حرة إلى العام 1959، وذلك في مطار شانون في إيرلندا، وتحت مُسمى "منطقة شانون الحرة". وبعد ذلك، ظهرت أكثر من 2,260 منطقة حرة حول العالم. ولعبت المناطق الحرة دوراً محورياً في تمكين اقتصادات الدول وضمان بيئة عمل تفاعلية واستباقية وأكثر أماناً وملاءمة للأعمال.
وتمكنت دولة الإمارات من تعزيز حضورها كوجهةٍ مفضلة للمستثمرين الساعين لتأسيس مشاريعهم التجارية، ولعبت المناطق الحرة دوراً بارزاً في تعزيز اقتصاد الدولة، وذلك عبر توفير مزايا اقتصادية خالية من الضرائب للمشاريع، وإمكانية استرداد الأرباح ورأس المال ونقلها إلى الوطن الأم، متيحة بذلك الفرصة لاستكشاف وتطوير شراكات تجارية جديدة.
تأسست منطقة عجمان الحرة في العام 1988، بموقع استراتيجي على مدخل الخليج العربي، في إمارة عجمان، وسرعان ما أصبحت مركزاً استراتيجياً للمشاريع التجارية التي توفر بيئة مستدامة لتسريع وتيرة نمو وتطور المشاريع. ومنح صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم إمارة عجمان، منطقة عجمان الحرة صفة جهة مستقلة، وباتت تقدم أفضل الخدمات لما يزيد عن 9,000 شركة من أكثر من 165 دولة حول العالم.
ونجحت المناطق الحرة في ترسيخ مكانتها في أرجاء دولة الإمارات، وتحتضن كل إمارة منطقة حرة واحدة على الأقل. ومع مرور الوقت، بدأت العديد من المناطق الحرة بتوفير وتسهيل سير التجارة للعديد من المشاريع والأعمال في مختلف القطاعات. وتسهم هذه المناطق في تحفير أصحاب المشاريع وروّاد الأعمال عبر تقديمها لمحفظة متنوعة من المزايا، والتي تشتمل حق التملك الكامل للمشاريع، وإزالة القيود عن العملات، ونظام ضرائب متميز بضريبة على الشركات وضريبة شخصية بنسبة صفر بالمئة، إلى جانب إتاحة إعادة رأس المال والأرباح بشكل كامل. وتمتاز منطقة عجمان الحرة بموقعها الاستراتيجي بالقرب من ميناء عجمان ومطارات دبي والشارقة، والذي يجعل منها خياراً مثالياً للاستثمار، يتيح باقات وتسهيلات تنافسية. وتقدم المنطقة الحرة الدعم الكامل للمشاريع لتعزيز نموها وتوسعها، وذلك عبر توفير الحلول الذكية وعمليات إصدار التراخيص المرنة وتسهيلات التأشيرات بأفضل الأسعار.
وأثبتت المناطق الحرة دورها المحوري في تعزيز التجارة وفرص العمل والاستثمارات الأجنبية المباشرة، إلى جانب تسهيل وصول الدولة لرأس المال الداخلي والشركاء التجاريين المحتملين. وتوفر منطقة عجمان الحرة حلولاً تزيد سهولة إجراء الأعمال والمشاريع في الإمارة، لتعزّز بذلك الفرص الاستثمارية والنمو، فضلاً عن ترسيخ مكانة دولة الإمارات كمركز دولي ووجهة مفضلة للعيش والعمل فيها. وتتيح منطقة عجمان الحرة عبر الحوافز التي تقدمها فرصة الوصول للعديد من المشاريع الرامية لرفد السوق بالبضائع، واستقطاب المواهب والحلول التمويلية، بالإضافة إلى تأثيرها على فاعلية سلاسل الإمداد والتنظيمات الوطنية والدولية.